جمعينا نواجه مشكلات في حياتنا وقد تكون هذه المشاكل في حياتنا اليومية على الصعيد الشخصي أم في ممارستنا لعملنا كمعلمات، ولكن المعلم الجيد والكفء هو من يستطيع تخطي هذه المشكلات بأي شكل من الاشكال لأن في بعض الأحيان المشاكل الخارجية أي خارج إطار العمل تؤثر عليه كمعلم، لذلك يجب على الشخص عندما تواجهه مشكلة لا يقف مكتوف الايدي بل يرى في البداية جذور هذه المشكلة واساسها وهذا يعتمد على الملاحظة لدية، بعد ذلك يرى ما هي المسببات التي أدت لحصول هذه المشكلة و يشعر بها وهذا يعني انه يحتاج أن يستعين بعنصر التذكر، ثم يقوم بفرض حلول واختيار الأنسب من بينها ويضع أمام عينه هدف ليخرجه من هذه المشكلة ويجب أن يتحلى بالصبر لأن المشكلة تأخذ وقت عندما يريد الشخص حلها بشكل فعلي.
الدليل الأول:
أول دليل هو واجب تحليل التقييم الذي تم تكليفنا به في فترة التدريب الميداني، حيث قمت في البداية بتوزيع اختبار قبلي على طالبات الصف التاسع لمادة الاجتماعيات في وحدة البيئة المكونة من درسين ألا وهما (المشكلات البيئية – الآثار المترتبة على التغيرات المناخية والجهود الدولية لمواجهتها)، وكان هناك أهداف مرجوه من هذا الاختبار منها أنني اريد رؤية وتحديد مستويات الطالبات ومعرفة جوانب القصور لديهم حتى أتمكن من حل هذا المشكلة ومعالجتها وبالتالي اطورهم في مناطق الضعف عن طريق وضع خطة علاجية، وبالفعل كانت نسبة الرسوب عالية في الاختبار القبلي حيث بلغت (٨٧٪) وكانت المشكلة ان الطالبات لم يدرسن الوحدة بعد وكانت المشكلة في الأسئلة المقالية، وبعض من الأسئلة الموضوعية، بالتالي قمت بحل هذه المشكلة عن طريق التركيز على هذه الجوانب عندما درست الوحدة للطالبات وحاولت تبسيط المعلومات قدر المستطاع وشرحه بأكثر من طريقة، بعد ذلك قمت بإعادة توزيع الاختبار مرة أخرى للتأكد من أنه تم حل جوانب القصور لديهن وملاحظة التطورات التي طرأت على نتائجهم وبفضل الله لم يكن هناك رسوب وهذا يدل على أن الخطة التي اتبعتها والاستراتيجيات المستخدمة كان دورها فعال وحققت نجاح ملحوظ، استفدت كثيراً من هذا التكليف الذي كان الهدف الأساسي منه هو جعل المعلمات يدركون أهمية الاختبار القبلي قبل تدريس كل وحدة أو حتى في بداية الفصل لأنهم بذلك سيتعرفن على جوانب القصور والمشكلة لدى الطالبات وسيعملن على حلها.
الدليل الثاني:
كان الدليل الثاني الذي استخدمته هو تقرير لقاء ولي الأمر وكان هذا احدى تكاليفي خلال فترة التدريب الميداني، حيث قمت بالتواصل مع مجموعة من أولياء أمور الطالبات التي لديهن مشاكل سواء كانت هذه المشاكل سلوكية أم اكاديمية، وكانت هذه أول خطوة اتخذتها لحل المشكلة، بعد ذلك قمت باختيار إحدى الحالات التي شعرت انها بحاجتي لأحل مشكلتها وكانت هذه الحالة لطالبة كفيفة من معهد النور، في البداية تواصلت مع ولية امر الطالبة وشكرت اخلاقها العالية ولكنني اخبرتها أنني أواجه مشكلة مع ابنتها ألا وهي أن الطالبة لا تتفاعل معي في الحصة على الرغم من أن تحصيلها الاكاديمي عالي وكانت خجولة جداً معي ومع زميلاتها وباقي المعلمات في المدرسة، في البداية قمت بدراسة بيئة الطالبة في المنزل ورأيت أن والدتها مؤيدة لما قلته وانها فعلاً تعاني من خجل ابنتها، واخبرتني أن خجلها يعود لموقف حدث مع ابنتها من قبل طفل احدى اقاربها وهذا الموقف جعلها تكره الاحتكاك مع الناس، بعد ذلك قمت بطرح مجموعة من الحلول على والدتها لحل المشكلة منها أن تقرأ لها والدتها الدرس قبل قدومها للمدرسة حتى لا تخجل من المشاركة، وكذلك اخبرت والدتها أنني سأدمجها في المناظرات التي تقام في المدرسة حتى نشجعها على ابداء رائيها دون خجل، وسأوجه لها الأسئلة في الصف لتكون مستعدة في أي وقت وهذا سيخفف من خجلها مع مرور الأيام وبالفعل لاحظت تقدم الطالبة شيئاً فشيئاً حيث أصبحت تتجاوب معي خلال الحصص ومع الوقت ومع تشجيعي المستمر لها أصبحت الطالبة ترفع يدها للمشاركة كما أصبحت تعطي رائيها وتنقد في بعض الاحيان وهذا الشيء جعلني أشعر بسعادة وبذلك استطعت حل المشكلة، كان الهدف الأساسي من هذا الواجب هو جعل المعلمة تدرك المشاكل من حولها ولا تتجاهلها بل تعمل على تحديد ابعادها وتعمل على حلها.
الدليل الثالث:
كان الدليل الثالث هو صحيفة تفكر المنتصف التي ضمنت فيها معظم احداث التدريب الميداني، وماهي الصعوبات التي واجهتها وكيف عملت على حلها، كانت المشكلة الأولى هي تنظيم وقتي حيث انني في بداية الأسابيع كنت اشعر بضغط نفسي كبير نظراً لضيق الوقت وكثرة التكاليف لكنني قررت حل هذه المشكلة عن طريق القيام بجدول لتنظيم وقتي، حيث قمت بتدوين كل مهامي وحرصت على اكمالها دون تكاسل أو تغافل عن احدها، بعد ذلك قمت بتحديد نقاط الضعف لدي حتى أتمكن من تطويرها خلال فترة التدريب الميداني وكانت إحدى المشاكل التي واجهتي تخطيط الدروس الكلية والجزئية في البداية حيث أنها كانت تأخذ معظم وقتي عندما احضرها وكان هذا الشيء يشعرني بالضيق، كذلك كنت احتار في اختيار الاستراتيجيات حيث كان الخوف هو عدم قدرتي على تحقيق الهدف من خلال الاستراتيجية التي اخترتها، لكن استطعت تجاوز هذه المشكلة وحلها عن طريق رؤية الجوانب الإيجابية فيها حيث أن وقتي الطويل في التحضير للخطة كان يضمن لي عدم وجود أي قصور فيها ويكسبني المزيد من الثقة عند طرحها، ومع الاستمرار أصبحت أنجز خططي في وقت قياسي دون الحاجة لمساعدة أي شخص وكان هذا تحدي ومجازفة لكنني كنت واثقة أنني استطيع اتمامها بشكل كامل، أما بالنسبة للاستراتيجيات اكتشفت أن خوفي لم يكن إلا من باب القلق والحرص ولكن بفضل الله لم أخرج من أي درس قمت بتقديمة إلا وأنا راضية تمام الرضى، كان الهدف الأساسي من هذه الصحف هو تحديد كل طالبة لمشاكلها ونقاط القوة لديها ونقاط الضعف التي تريد تقويتها وحل الصعوبات التي تواجهها ومن تجربتي الشخصية استفدت كثيراً من هذه الصحف حيث أنني الاحظ التطور شيئاً فشيئاً واطمح لتقديم الأفضل.