التقييم هو عملية تحديد القيمة وإصدار الأحكام، أما التقويم فهو عملية اصدار الأحكام بالإضافة إلى خطط للتعديل والتوصل لنتائج إيجابية ويهدف إلى التحسين والتطوير، لذلك يجب أن نعلم أن وظيفة المعلم في المدارس ليست مقتصرة على إعطاء الطلبة الاختبارات التقليدية وتقييمهم بناء على نجاحهم أو فشلهم فقط، بل أن مهمة المعلم الناجح هي معالجة القصور بعد الحصول على النتائج وتطوير الطلبة وهذا يعني إدراك العلاقة بين عمليتي التقييم والتقويم حيث أن عملية التقييم لا تعود بالنفع إن لم يتم الانتقال منها لعملية التقويم التي تعد أعلى مراحل التقييم، ويعتبر التقييم أحد أهم أجزاء عملية التعليم والتعلم حيث أنه يتمتع بمكانة عالية في المجال التعليمي بكافة أبعاده وذلك نظراً لما له من أهمية في تحديد مدى تحقق الأهداف المنشودة والتي بالغالب تنعكس على أداء الطلاب، ويعمل التقييم على قياس أداء الطلاب ومعرفة مدى تحقق الأهداف وهل هناك تطور في الأداء أم لا، كما يتضمن التقييم جمع الدرجات في اختبارين قبلي وبعدي ومن ثم المقارنة بينها وتحليل النتائج المتعلقة بأداء الطالبات، لنتوصل في النهاية إلى معرفة نواحي القصور وحاجات الطلاب والعمل على تطويرهما، كما أن للتقييم جانب إيجابي كبير متعلق بعلاقة المعلم والطالب حيث أنه يوطد هذه العلاقة ويوثقها مما يعمل على تطوير العملية التعليمية وتقدم الطلاب والتوصل للنتائج المرجوة.
الدليل الأول:
استخدمت في الدليل الأول واجب تحليل التقييم الذي تم إعداده في فترة التدريب الميداني، حيث قمت بإنشاء اختبار لمادة الدراسات الاجتماعية لطالبات الصف التاسع في وحدة (نحن والبيئة) وكانت الوحدة تتكون من درسين ألا وهما (المشكلات البيئية – الآثار المترتبة على التغيرات المناخية والجهود الدولية لمواجهتها)، وتم الالتزام بالمعايير في هذه الوحدة واختيار أسئلة الاختبار على أساسها وقمنا بإعطائه الطالبات قبل دراسة الوحدة وبعدها، في البداية تم تحديد الأهداف المرجوة من الاختبار القبلي مثل معرفة مستويات الطالبات وتحديد جوانب القصور وتطويرها ووضع خطة علاجية لمعالجة جوانب القصور، بعد ذلك تم تحديد الإجراءات التي تمت خلال تحليل التقييم وحللت نتائج الاختبار البعدي وحددت نسب النجاح والرسوب وتم تحديد (المنوال والوسيط والمتوسط الحسابي ومعامل الصعوبة ومعامل التمييز)، وبعد تحليل كل ما ذكرته قمت باستخلاص النتائج من تحليل الاختبار القبلي وتحديد الإجراءات التي سأتبعها حتى يحققن الطالبات درجات عالية في الاختبار البعدي، بالنسبة لتحليل الاختبار البعدي في البداية تم تحديد الأهداف المرجوة منه وهي معرفة ماذا اكتسب الطالبات من وحدة نحن والبيئة، وتحديد مستويات الطالبات بعد الاختبار البعدي للتأكد انه تمت معالجة جوانب القصور لديهن كذلك ملاحظة التطورات التي طرأت على نتائجهم من خلال رؤية أثر الخطة العلاجية التي تم اعتمادها، بالنسبة للإجراءات قمت بتوزيع نفس الاختبار القبلي على نفس الطالبات بعد ذلك قمت بتحليل النتائج من أجل المقارنة بين الاختبارين القبلي والبعدي، استفدت من هذه التجربة كثيراً حيث أنني من خلال تحليلي للاختبار القبلي والبعدي لطالبات الصف التاسع / ٨ لاحظت أن مستوى الطالبات ارتفع بشكل كبير ولم يكن هناك نسبة رسوب، وهذا يدل على أن الخطة التي اتبعتها والاستراتيجيات المستخدمة كان دورها فعال وحققت نجاح ملحوظ منها استراتيجية: (التعلم باللعب - التدريس التبادلي - الحوار والمناقشة - القراءة الموجهة - الأنشطة الصورية – شاهد ودون) وكانوا الطالبات هن محور العملية التعليمية خلال شرحي لدروس الوحدة، وبالنسبة للأسئلة فقد كانت تتدرج من السهل للصعب وكان الغلق الختامي في كل درس عبارة عن لعبة تحتوي على أسئلة متنوعة مما جعل الطالبات يتحمسن للمشاركة ويتفاعلن في الدرس، كان الهدف من هذا الواجب ادراك أهمية تحليل التقييم حيث أنه يعود بالنفع على مستوى الطالبات وعلي كمعلمة ايضاً حيث أنني سأتعرف بشكل أدق على نقاط ضعف وقوة كل طالبة وبالتالي سأعمل على تقويتها وهذا سوف ينعكس على درجاتهم بشكل إيجابي ويحسن عملية التعلم.
الدليل الثاني:
بالنسبة للدليل الثاني فقد كان ملاحظة صفية حيث انني قمت بتقييم الطالبات من خلال ملاحظتهم في أحد الحصص الدراسية، قمت بملاحظة البيئة الصفية وتقييمها ومعرفة دورها واثرها في التعليم حيث أنني في البداية قمت بتدوين انطباعي العام حول الصف ولاحظت أن الصف هادي، وكان واضح ان هناك ود واضح بينهم وكانت البيئة مشجعه للتفاعل ولاحظت علاقة المعلمة بطالبتها حيث كانت تشرح الدرس وتطرح أسئلة في نفس الوقت لتتأكد من فهم الطالبات، كذلك قمت بملاحظة الاستراتيجيات التي استخدمتها المعلمة والتي كان لها دورها في تحقيق التعلم الفعال وكيف تم مراعاة الفروق الفردية عن طريق عرض الصور لمراعاة الطلبة البصريين وعرض فيديو، كما لاحظت في اثناء تقييمي للحصة مشاركة الطالبات ولاحظت ان هناك تنافس ملحوظ من قبل الطالبات للمشاركة، وكان هناك أسئلة مفتوحة لمراعاة الفروق الفردية، كذلك لاحظت ممارسات التقييم في الحصة وكيف كانت المعلمة تقيم الطالبات وتتأكد من فهمهم عن طريق طرح الأسئلة، كذلك تم تحديد الأدوات المستخدمة مثل الصور والاسئلة المفتوحة والمحدودة الإجابة أما بالنسبة للتقييم الختامي فقد تم عن طريق طرح المعلمة لأسئلة متنوعة، استفدت كثيراً من هذه الملاحظة وتعلمت استراتيجيات جديدة ورأيت كيف جعلت المعلمة البيئة الصفية مشجعة للتفاعل، كذلك كان لديها إدارة صفية ممتازة استفدت منها كثيراً وقمت بتدوين كل ما لاحظته للاستفادة منه، كان الهدف الأساسي من هذا التكليف هو اكسابنا اكبر قدر من الخبرة حول الإدارة الصفية وتعلم استراتيجيات جديدة كذلك معرفة طرق تقييم جديدة وهذا ما استفدته فعلاً وقمت بتطبيقه اثناء فترة التدريب الميداني.