يقصد بالاستقصاء جميع المهارات والأنشطة التي يكون تركيزها على البحث والاستكشاف من اجل الفهم، وقد يكون الاستقصاء من دافع الفضول لدى الشخص المحب للاستطلاع ومعرفة الجديد، فالشخص في البداية يحدد موضوع يريد الاستقصاء حوله بعد ذلك يضع سؤال او فرضية لما يريد البحث عنه حتى يحدد اتجاهه، وعن طريق البحث حولها والاستطلاع سوف يكتشف ما قام بالبحث عنه من خلال ملاحظته للأشياء وقياسها ببعضها وبالتالي يطور من نفسه وهذا الشيء يفيد المعلم والطالب على حدٍ سواء.
الدليل الأول:
بالنسبة لأول دليل فهو واجب تم تكليفنا به في مقرر نمو انسان خلال دراستي في كلية التربية، وكان التكليف يهدف الى تقصينا حول قضية ونقدها في دراسة نقدية وكانت بعنوان (السلوك العدواني وتقدير الذات لدى أطفال الشوارع)، في البداية قمت بتوضيح المشكلة التي سأتقصى حولها وكانت كالآتي أن هناك أطفال أصبحوا عدوانين نتيجة لترعرهم في الشوارع وأكتسابهم السلوكيات الخاطئة وذلك يعود لبعدهم عن أسرهم، وكانت أهداف البحث هي التعرف على السلوك العدواني الذي يمارسونه هؤلاء الأطفال وما علاقته بتقديرهم لذاتهم، وماهي الأسباب التي أدتهم للجوء إلى السلوك العدواني، وقمت بوضع عدد من النظريات التي تفسر ظاهره العدوان، بعد ذلك قمت بوضع الفرضيات والإجراءات التي سأتبعها، وفي نهاية الدراسة النقدية ونهاية استقصائي حول القضية المذكورة اعلاة توصلت إلى نتائج وهي أنهم يعانون من اضطراب فالحساسية المفرطة والتفكير ويتفوهون بألفاظ بذيئة وسيئة ولديهم خوف عارم من المستقبل ويغضبون بسرعة، كما أن المتشردين تنتابهم رغبة في التمرد والكذب والشعور بالذنب، استفدت كثيراً من هذه الدراسة خاصةً أنني سأًصبح معلمة في المستقبل تعلمت كيف أقوم ببناء الطفل من بداياته، وذلك عن طريق توجيهه التوجيه الصحيح حتى لا يقع في هذه المخاطر وكيف نحتوي الطفل حتى لا يشعر بالنفور كذلك تعلمت كيف أرى نقاط القوة لديه واصقلها حتى يرى نفسه مؤثر في المجتمع، كان الهدف الأساسي من هذا التكليف هو جعل المعلمة تعي إلى الأمور من حولها وتتقصى حولها حتى تصل لنتائج تعالج ما تبحث عنه.
الدليل الثاني:
أما بالنسبة لثاني دليل فهو بحث دراسة حالة الدروس الخصوصية لدى الطلاب، حيث قمت بالتقصي حول قضية دارجه كثيراً في مجتمعنا ألا وهي ظاهرة الدروس الخصوصية التي أصبحت الملجأ الأول للأسر في الدوحة، لذلك قمت في البداية بالبحث حول السبب الذي يدفع هذه الأسر للجوء للدروس الخصوصية خاصة أنها تكلف الكثير من المبالغ، وكان هناك العديد من الأسباب منها جشع المعلمين ورغبتهم في الحصول على مصادر دخل أخرى، وبالتالي يقصرون في أدائهم في المدرسة حتى يلجأ لهم الطلاب، كذلك كانت احدى الأسباب التي توصلت لها من خلال التقصي كبر المنهج الدراسي وصعوبته، وانشغال الأباء والامهات عن أبنائهم، كذلك من خلال دراستي لهذه الحالة اكتشفت ان لها انعكاسات على حياة الطلاب والاسر، حيث يصبح الطالب اتكالي ولا يبالي بالحصص في المدرسة كذلك يتشتت الطالب بين المدرس في المدرسة والمدرس الخصوصي في المنزل، وهذا يقتل لديه روح التفكير والمبادرة، بعد ذلك قمت بعمل استبيان لمعرفة سبب لجوء الاسر والابناء للمدرسين الخصوصيين وكانت النتائج كالآتي ان الفصول تحتوي على عدد كبير من الطلاب وبالتالي المعلم لا يعطي كل طالب حقه، كذلك لا يراعي المعلم الفروق الفردية بين الطلاب وغيرها من الأسباب، وبعد عملية البحث والاستقصاء في هذه الظاهرة توصلت لمجموعة من الحلول للحد من هذه الظاهرة منها، عقد اجتماعات مع أولياء أمور الطلاب واطلاعهم على ضرورة عدم العبث بمستقبل أولادهم؛ لأنّ الدّروس الخصوصيّة نتائجها مبهرة في حينها ومدمّرة فيما بعد فهي تقتل أفكار الطّالب وتجعله غير قادر على الاعتماد على نفسه في مختلف مجالات الحياة، كذلك توفير وسائل تعليمية متعددة في الفصول الدراسية للمساعدة على توصيل المعلومات بشكل أسرع وأفضل وراسخ بالذهن لمدة أطول، كان الهدف الأساسي من هذا الواجب هو جعل الطالب المعلم قادر على تحديد مشكلة والتقصي حولها ومعرفة أسبابها الرئيسية وفرض حلول للحد منها.
الدليل الثالث:
كان الدليل الثالث عبارة عن بحث اجرائي حول (اثر استخدام استراتيجية التعلم التعاوني على التحصيل الدراسي لطالبات الصف العاشر بدولة قطر) في البداية قمت بدراسة هذه الاستراتيجية ومعرفتها عن كثب وعرفت انها تركز على ميول الطالب وتوجهه نحو تحقيق الأهداف المرجوة منه وبالتالي سيتطور في كافة الجوانب الاجتماعية والمعرفية والنفسية حتى، كما انها تعزز التواصل بين الطلاب وتجعله يدرك أهمية العمل كفريق حيث أنه يكتسب منهم المهارات والمعارف المختلفة، وتزيد تقدير الطالب لذاته كما أنها توسع نطاق تفكيره وكل هذا يؤدى إلى زيادة رغبته في التعلم وتبعث في روحة التنافس الإيجابي، ومن خلال البحث الاجرائي والدراسات التي قمت بها وتقصيت حولها اكتشفت أن هناك علاقة طردية بين استخدام استراتيجية التعلم التعاوني وتحسين التحصيل الدراسي لطالبات الصف العاشر بدولة قطر، استفدت كثيراً من هذا التكليف ورأيت الفائدة على أرض الواقع عندما قمت بتطبيقها على طالباتي في فترة التدريب الميداني، كان الهدف الأساسي من هذا التكليف جعل الطالب المعلم يدرك أنه من الواجب عليه التقصي حول كل شيء يدور حوله لأنه سوف يرى في طياته العديد من الأشياء التي تفيدة وتطوره كمعلم.